الأربعاء 2 يوليو 2025 - 11:31
عبدالله بن الحسن (عليه السلام)؛ أصغر المدافعين عن أعظم المظلومين

وكالة الحوزة - إنّ عبد الله بن الحسن (عليهما السلام) يُعدّ شخصية بارزة في تاريخ عاشوراء حيث سطّرت ملحمة خالدة في سجّل البطولة والفداء. فقد اندفع عبد الله بن الحسن (عليهما السلام)، وهو نَجل الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، إلى ساحة الحرب، وبعد أن صَدَحَ بأشعار الحماسة والرجز، ارتقى شهيداً في سبيل الله. وقد قُطعت يده الشريفة وهو في حضن الإمام الحسين (عليه السلام)، ثمّ نال شرف الشهادة إثر ضربة وجّهها إليه حرملة، فكان بذلك مثالاً للتضحية والولاء في ملحمة كربلاء الخالدة.

وكالة أنباء الحوزة - إنّ شخصية عبدالله بن الحسن تُعدّ رمزاً للتضحية والوفاء في صحراء كربلاء؛ فهو يجسِّد أسمى معاني الشجاعة والإقدام، حيث لم يمنعه صغر سنّه عن الذود عن الإمام الحسين (عليه السلام) فكان مثالاً يُحتذى به في البطولة والفداء.

كان عبدالله بن الحسن (عليهما السلام) من آخر الشهداء الذين نالوا شرف الشهادة قبل استشهاد سيد الشهداء (عليه السلام) في ظهر يوم عاشوراء.

إنّ عبد الله بن الحسن (عليهما السلام)، الفتى اليافع الذي لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره، ابن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، حين رأى الإمام الحسين (عليه السلام) قد سقط على الأرض في يوم عاشوراء، انطلق للدفاع عن عمّه، فقاتل ببسالة في سبيل نصرة إمامه، وقتل عدداً من الأعداء، حتى نال شرف الشهادة بسيف بحر بن كعب. وقد رُوي أيضاً أنّ حرملة بن كاهل الأسدي هو الذي قطع يده بسيفه بينما كان في حضن عمّه الإمام الحسين (عليه السلام)، فاستشهد في حضنه الطاهر. وكان رجزه في القتال كما يلي:

اِن تُنكرُوني فَأنَا ابنُ حَيدَرَة

ضَرغامُ آجامٍ وَ لَيثٍ قَسْوَرَة

عَلى الأعادي مِثلَ ريحٍ صَرصَرة

كانت أم عبدالله بن الحسن (عليهما السلام) بنت شليل بن عبد الله البجلي والشليل أخو جرير بن عبد الله وهذان الأخوان قد أدركا زمان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ونالا شرف صحبته.

يقول الشيخ المفيد: لمّا رجع الحسين من المُسنّاة إلى فُسطاطِه تقدّم إليه شمر بن ذي الجوشن في جماعة من أصحابه فأحاط به، فأسرع منهم رجل يقال له مالك بن النسر الكندي، فشتم الحسين وضربه على رأسه بالسيف، وكان عليه قلنسوة فقطعها حتى وصل إلى رأسه فأدماه، فامتلأت القلنسوة دمًا، فقال له الحسين: «لا أكلتَ بيَمينِكَ ولا شربتَ بها ، وحشرَكَ اللّهُ معَ الظّالمينَ» ثمّ ألقى القلنسوة ودعا بخرقة فشدّ بها رأسه واستدعى قلنسوة أخرى فلبسها واعتمّ عليها، ورجع عنه شمر بن ذي الجوشن ومن كان معه إلى مواضعهم، فمكث هنيهة ثمّ عاد وعادوا إليه وأحاطوا به.

فخرج إليهم عبدالله بن الحسن بن علي ـ وهو غلام لم يراهق ـ من عند النساء يشتدّ حتى وقف إلى جنب الحسين فلحقته زينب بنت علي لتحبسه، فقال لها الحسين: «احبسيه يا أختي» فأبى وامتنع عليها امتناعًا شديدًا وقال: والله لا أفارق عمّي. وأهوى بحر بن كعب [1] إلى الحسين بالسيف، فقال له الغلام: ويلك يا ابن الخبيثة أتقتلُ عمّي؟! فضربه بحر بالسيف فاتقاها الغلام بيده فقطعها إلى الجلدة فإذا يده معلّقة، ونادى الغلام: يا أمّاه! فأخذه الحسين فضمّه إليه وقال: «يا ابن أخي، اصبر على ما نزل بك، واحتسب في ذلك الخير، فإنّ الله يُلحقك بآبائك الصالحين». [2]

ثم رفع الحسين يده وقال: «اللهم امسك عنهم قطر السّماء، و امنعهم بركاتِ الأرض. اللّهمَّ إِن متّعتَهم إِلى حينٍ ففرِّقْهم فِرَقاً، واجعلْهم طَرَائقَ قدَداً، ولا تُرْضِ الولاةَ عنهم أبداً ، فإِنّهم دَعَوْنا ليَنصُرونا، ثمّ عَدَوْا علينا فقتلونا».

الهوامش:

  1. هو كان من بني تيم الله بن ثعلبه بن عكابه. قال ابو مخنف: إن يدي بحر بن كعب كانتا في الشتاء تنضحان الماء، و في الصيف تيبسان كأنّهما عود (تاريخ الطبري، ج3، ص 333؛ الكامل في التاريخ، ج4، ص 77)
  2. تاريخ الطبري، ج5، ص 451

المأخذ: موقع ضياء الصالحين

لمراجعة التقرير باللغة الفارسية اضغط هنا

المحرّر: أمين فتحي

المصدر: وكالة أنباء الحوزة

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha